بينما شارل بابّج قام بتصميم حاسوب عصري ذات معمارية متطورة، فهو لم يقم بإنجازه، نظرا لأن متطلبات هذا الحاسوب تتجاوز إمكانيات الآلات البخارية التي إستعملها لهذا الغرض. فجاء العالم الألماني كُنراد زوس في العشرية الرابعة من القرن العشرين و أنجز حاسوبا حسب معمارية بابّج، مستعملا في ذلك تمثيلا تنائيا للبيانات بواسطة محوّلات كهربائية كانت مُستعمَلة آنذاك في صنع أجهزة الربط الهاتفي. بالإضافة لهذا الحاسوب، قدم كنراد زوس لغة برمجة عصرية ألقى عليها إسم بلان كالكول (أي: مخطط الحساب)، و كتب فيها عددا من التطبيقات، تشمل عمليات عددية و عمليات ترتيب جداول و ألعاب الشطرنج، إلخ.
لم يكن كنراد زوس راضيا عن آلته، نظرا لأنها بطيئة جدا، فإقترح للحكومة الألمانية بناء نموذجا آخر من هذا الحاسوب يستعمل أنابيب الفراغ عوضا عن المحولات الكهربائية. عكسا للمحولات الكهربائية، التي تتطلب حركات بدنية، فإن أنابيب الفراغ مبنية أساسا على عمليات إلكترونية، و بالتالي فهي أسرع بكثير. كانت ألمانيا آنذاك في مخاض الحرب العالمية الثانية، و كانت واثقة من النصر، فلم تر داعيا لتمويل هذا المشروع.
بينما تعرض تطور المعلوماتية لهذه الحواجز في صفوف المحور، فكانت البحوث تتطور بسرعة فائقة في صفوف الحلفاء. نذكر بالخصوص أعمال العالم البريطاني آلان تورنغ الذي أشرف على إنجاز عدد من الآلات تختص في الكشف عن أساليب التلغيز التي إستعملها الألمانيون في إتصالاتهم العسكرية؛ كما قدم آلان تورنغ الاسس النظرية لميدان المعلوماتية و البرمجة، بما فيها مفهوم آلة تورنغ المعروف. كما نذكر أيضا صنع حاسوب في الولايات المتحدة مماثل لحاسوب كنراد زوس، من طرف جامعة هارفرد و شركة أي بي أم. تم ً صنع هذا الحاسوب سنة 1945، و أُلقي عليه إسم مارك الأول